تعديل

الاثنين، 27 فبراير 2012

من الصدق تبدأ رحلة التوفيق !!!!

هل يريد ابن آدم أن يتميّز عن سواه من بني آدم حتى في

 

!! الخُسران

 

 

 

هل هي أنانيّة "الأنا" التي لا نستطيع التّخلص منها ؟

 

 

 

-مريد البرغوثي-

 

 



 

 

 

 

 

!!! من الصدق ... تبدأ رحلة التّوفيق

 

 

 

عندما بلغ أحد أباطرة الشّرق من العمر عتياً ، قرر اختيار خليفته ، وخلافاً للعادة ، لم يختر الإمبراطور أحد مُساعديه أو أحد أبنائه لتولّي هذا المنصب ، فقد قرر شيئاً جديداً لم يأنفه أحد من قبل ولا من بعد

 

 

فقد جمع الإمبراطور الشباب الصغار في المملكة في مكان واحد ، وقال بصوت حكيم : لقد حان الوقت لاختيار إمبراطور البلاد القادم و قد قررت أن يكون هذا الإمبراطور واحداً منكم

 

 

أعطى الإمبراطور لكل شاب بذرة خاصة و تابع قائلاً : أريد من كل منكم أن يزرع بذرته و يرويها بالماء بدءاً من اليوم ، وسألقاكم بعد سنة من الآن لاختيار الإمبراطور الذي سيكون واحداً منكم عندما أرى النّبتةالتي غرسها كل منكم كيف نمت و كيف أثمرت

 

 

كان من بين الشباب فتى اسمه "لنج" أخذ البذرة ، وعاد فرحاً يروي لأمه ما حدث ، وعلى الفور ، ساعدت الأم ولدها الصّغير لزراعة البذرة و الاعتناء بها ، فمن يدري فقد يصبح ولدها إمبراطور البلاد القادم

 

 

وفي كل يوم ، كان "لنج" يروي البذرة متأملاً التربة ليرى ما إذا بدأت البذرة في النّمو أم لا

 

وبعد ثلاثة أسابيع ، بدأ الشّباب الآخرين في الحديث عن بذورهم وعن نباتاتهم التي بدأت تبزغ وظل "لنج" يتأمّل نبتته باستمرار لكن النّبتة لم تظهر ولم تنمُ من تحت التّراب!! مضت أربعة أسابيع ثم خمسة و ستة و الناس يتحدّثون عن نباتاتهم ، و "لنج" يشعر بالفشل لأنّ نبتته لم تنبت أبداً !! فأيقن أنّه قتل نبتته ، فالجميع لديهم شجيرات طويلة و كبيرة ، ولنج مازال يراقب نبتته عسى أن تبدأ في النّمو

 

 

بعدما انتهت السّنة ، جاء الجّميع إلى قصر الإمبراطور و معهم أشجارهم اليانعة و عندما حضر الإمبراطور ألقى نظرة على النباتات وهنّأ الشباب على زراعتهم و رعايتهم لنباتاتهم وعلى ما جنت أيديهم

 

و بالطبع لفت نظره الإناء الفارغ فأمر باحضار "لنج" الذي كان يُحاول إخفاء شجرته التي لم تنمُ وكاد يختفي خلف الشّباب الأكبر سناً و الأفرع الطّويلة لأشجارهم ، وقف "لنج" أمام الإمبراطور مُرتعشاً مُرتعداً و الرّعب يقتله و الخزي يكاد يملأ عينيه ، وكان يخشى أن يأمر الإمبراطور بقطع رقبته ، لكنه تماسك قليلاً

 

 

قال له الإمبراطور : ما اسمك ؟ فقال: لنج ، فطلب الإمبراطور من الجّميع الهدوء ، ثم قال : حيّوا جميعكم إمبراطوركم الجديد ، واسمه لنج

 

 

لم يُصدّق "لنج" ولم يستوعب ما حدث! فنبتته لم تنمُ على الإطلاق!! فكيف فاز على كل هؤلاء!! تابع الملك قائلاً : منذ سنة أعطيتُ لكل منكم بذرة و طلبت منكم زراعتها و رعايتها ثم أمرتكم أن تحضروها لي اليوم ، و لكني لم أقل لكم إنها بذور تالفة و مغلية لا تنمو أبداً !! كلكم ما عدا لنج تحايلتم و كذبتم و أحضرتم نباتات و أشجاراً و زهوراً عندما رأى كل منكم أن نبتته لا تنمو ، و عندها اعتقدّتم أن الغش قد يجعلكم أباطرة

 

 

أما لنج فهو الوحيد الذي زرع البذرة التي طلبت زراعتها بالفعل و أثبت أمانته بصدق و شجاعة ، ولهذا لقد عيّنت لنج إمبراطوراً

 

 

*** ***

 

و هكذا ... عندما نزرع الكذب و الخداع نجني الفشل و الخيبة ، وعندما نزرع الحب و الإخلاص ، نجني النّجاة و الحب و التّقدير ، فاحذر و أنت تزرع فما تزرعه اليوم تجنيه غداً

 

و أنت وحدك من تحدّد ما ستجنيه في الغد

 

 

***

 

 

 

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق